صحيفة إيطالية تحلل: الأمر يشبه توجيهاً رسمياً من السلطات الدينية في طهران
رفضوا مكة وتوجهوا صوب مراقدهم.. مليون إيراني يتدفقون لكربلاء في "حج موازٍ"
بعد الحملة الممنهجة التي أطلقها مرشد إيران علي خامنئي ضد السعودية قبل أيام قليلة من انطلاق موسم الحج الحالي، تدفق أكثر من مليون "حاج" إيراني إلى العراق لزيارة ضريح الإمام الحسين في كربلاء، وفق ما نقلت صحيفة لاريبوبليكا الإيطالية، السبت.
وأوردت الصحيفة أن أكثر من مليون إيراني تدفقوا إلى العراق السبت، لزيارة المرقد في كربلاء، بالتزامن مع انطلاق الحج في مكة المكرمة في السعودية، وذلك بعد التوتر الكبير الذي صنعته وأعدته طهران بين البلدين في الأيام القليلة الماضية، خاصةً بعد مقاطعة إيران موسم الحج إلى مكة.
ونقل موقع 24 الاماراتي : يأتي هذا التدفق غير المسبوق للإيرانيين إلى كربلاء، في ما يشبه التوجيه الرسمي من قبل السلطات الدينية في طهران، حسب الصحيفة الإيطالية، وذلك رغم مسارعة السفارة الإيرانية في الكويت، إلى إصدار بيان نفت فيه توجيه المرشد الأعلى الإيراني "بالحج إلى كربلاء بدلاً من مكة".
ونقلت صحيفة الشرق الأوسط اللندنية عن الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية العراقية، سعد معن، في بيان أن المديرية العامة للمنافذ الحدودية التابعة لوزارة الداخلية استقبلت مليون إيراني لأداء "زيارة عرفة" في كربلاء عبر منفذ زرباطية الحدودي.
وأكد رجال دين شيعة أن "هذه الزيارة أمر شائع منذ قرون لدى الشيعة الإمامية وهي مستحبة وليست بديلاً عن الحج أو واجبًا، فيما حرص رجال دين شيعة عراقيون على التأكيد بأن "زيارة عرفة" ليست أمراً جديدًا "بل هي جزء من التراث الشيعي المتعارف عليه عبر القرون"، وتم إبرازها في هذا الموسم خاصة من حيث عدد المشاركين، فيها يؤكد بما لا يقبل الشك أنها جزء من الحملة الإيرانية ضد المملكة العربية السعودية، وهي الحملة التي قوبلت باستنكار عربي وإسلامي.
وأكد الأستاذ في الحوزة العلمية حيدر الغرابي أنه "طبقاً للعلماء الشيعة فإن من يقوم بزيارة الإمام الحسين يوم عرفة حين لا يقدر على الذهاب إلى الحج حين لا تتوفر الاستطاعة لأي سبب فإنه كمن يكون قد حج ولكنها ليست ولن تكون بديلاً وكل من يقول بذلك مخطئ أو جاهل".
وأوضح الغرابي أنه "لا يوجد أطهر وأقدس مكان في الدنيا وأشرف من الكعبة وبالتالي ليست هناك مفاضلة أو شيء من هذا القبيل لكن، وهنا لا بد من توضيح هذه المسألة بدقة، الحج مرتبط بالاستطاعة ولو استطاع الناس الذهاب إلى الحج لما جاءوا إلى الحسين، ولكن طالما ليس بوسع كل الناس الذهاب إلى مكة، فإنه طبقاً للتراث الشيعي، فإن من يزور الإمام الحسين يوم عرفة أجره مساوٍ لأجر الحج ولكن ليس بديلاً له".
في السياق ذاته، أكد رجل الدين الشيعي الفقيه ورئيس منتدى الوسطية للفكر، السيد رحيم أبو رغيف، أن «زيارات الأئمة هي بالإجمال مستحبة وليست واجبة وزيارة عرفة هي من المتعارف عليه بالتراث الشيعي الإمامي وهي تقع في باب المستحب وهو ما يعني أن من يقوم بهذه الزيارة له أجرها ومن لا يقوم بها لا يترتب عليه شيء أو مخالفة للشريعة".
وأضاف السيد أبو رغيف أن "الحج فريضة من فرائض المسلمين وهي مرهونة بالاستطاعة". مبينًا أن "هذه الفريضة ليس فيها جانب سياسي بل هي أمر شرعي بحت ولا مجال للتأويل فيها بل محددات الاستطاعة هي سلامة الطريق والقدرة الجسدية وبخلافه وقد تم تحديدها كالمناسك في القرآن الكريم".
إرسال تعليق