ما الحكمة من كثرة زواج الرسول صلى الله عليه وسلم ؟
إذا جاءك أحد وسألك بنية غير سليمة وفهمت منها نية الإحراج والتشكيك في نوايا الرسول صلى الله عليه وسلم - من تعدد زواجه فهل تعرف الإجابة؟
وهل تملك دفع هذا الحرج الذي سببه عدم معرفتك معرفة تامة بظروف وحقيقة زواجه عليه الصلاة والسلام من عدة نساء؟
إليكم الجواب :
أولا : لنتسائل بداية كم هن عدد زوجات الرسول - صل الله عليه وسلم - ؟
عددهن 12 زوجة
والرسول - عليه الصلاة والسلام - توفي وعنده عشر زوجات حيث، توفيت في حياته السيدة خديجة والسيدة زينب بنت خزيمة رضي الله عنهما
ثانيا: هل تحفظون إخوتي أسماء أمهاتكم ...أمهات المؤمنين ...؟؟ عفى الله عني وعنكم
سنذكر الآن أسماء الزوجات :
1. خديجة بنت خويلد
2. سودة بنت زمعة
3. عائشة بنت ابي بكر
4. حفصة بنت عمر
5. زينب بنت خزيمة
6. أم سلمة هند بنت عتبة
7. زينب بنت جحش
8. جويرية بنت الحارث
9. صفية بنت حي بن أخطب
10. أم حبيبة رملة بنت ابي سفيان
11. ماريا بنت شمعون المصرية
12. ميمونة بنت الحارث
لنسأل السؤال التالي بعد ذكر أسماء زوجاته -عليه الصلاة والسلام - :
س- كم واحدة بكر وكم واحدة كانت متزوجة من قبل؟
واحدة بكر وهي السيدة عائشة -رضي الله عنها - والباقي ثيبات
س- هل كن عربيات؟
كلهن عربيات باستثناء السيدة (ماريا ) فقد كانت من خارج الجزيرة العربية وكانت من أرض مصر
س- هل كن مسلمات كلهن؟
نعم إلا اثنتين : السيدة صفية كانت يهودية والسيدة ماريا كانت مسيحية ، رضي الله عنهن جميعا.
والآن ... لنجيب على السؤال التالي :
س- هل كان سبب تعدد الزواج من قبل الرسول - صل الله عليه وسلم - شهوة؟
إذا تأملنا مراحل حياة الرسول - صل الله عليه وسلم - الزوجية نجد أن الشهوة اختفت من حياته والدليل عقلي هذه المرة، لنتأمل :
1. الرسول - صل الله عليه وسلم - منذ نشأته و حتى سن 25 كان أعزبا
2. الرسول - صل الله عليه وسلم من سن 25 إلى 50 (وهي فورة الشباب) متزوج سيدة أكبر منه بـ 15 سنة ومتزوجة من قبله برجلين ولها اولاد
3. الرسول - صل الله عليه وسلم - من سن 50 إلى 52 سنة من غير زواج حزنا وفاء لزوجته الأولى
4. الرسول - صل الله علسه وسلم - من سن 52 إلى 60 تزوج عدة زوجات لأسباب سياسية ودينية واجتماعية سنأتي على تفصيلها فيما بعد
إذا هل من المعقول أن الشهوة ظهرت فجأة من سن 52 سنة؟
وهل من المعقول للرجل المحب للزواج أن يتزوج في فورة شبابه من ثيب تزوجت مرتين قبله ويمكث معها 25 سنة من غير أن يتزوج بغيرها، ثم يمكث سنتين من غير زواج وفاء وتكريما لها!، ثم إنه عليه الصلاة والسلام عند زواجه بعد السيدة خديجة تزوج السيدة سودة وكان عمرها (80) سنة حيث كانت أول أرملة في الإسلام - وأراد عليه الصلاة والسلام أن يكرمها ويكرم النساء اللواتي مثلها حيث ابتدأ بنفسه ولم يأمر صحابته بزواجها، بل هو عليه الصلاة والسلام قام بتكريمها بنفسه ليكون هذا العمل الإنساني قدوة من بعده.
بعد ما قلناه نخلص إلى النتيجة التالية :
الرسول -صل الله عليه وسلم - تزوج بطريقتين :
1. محمد الرجل (تزوج بالسيدة خديجة)
2. محمد الرسول (تزوج باقي نسوته)
ولنسأل السؤال التالي :
س- هل الرسول محمد - صل الله عليه وسلم - هو الوحيد الذي عدد أم أن هنالك أنبياء عددوا أيضا؟
الجواب نعم
لقد عدد المرسلون والأنبياء - صل الله عليه وسلم كسيدنا إبراهيم وسيدنا داود وسليمان - صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين وهذا مكتوب في الكتب السماوية كلها.
س- فلماذا يهاجمنا بها الغرب، وهم معترفون أصلا ومكتوبة عندهم!
نأتي الآن لذكر الدواعي السياسية والإجتماعية والدينية التي دعت الرسول لتعديد زوجاته
فلا بد من دخول ناس لبيت الرسول - صل الله عليه وسلم- لنقل التفاصيل المطلوبة لتعليم الأمة ...
فأراد الله - عزوجل - بزواج الرسول من السيدة عائشة حيث كانت صغيرة تتعلم منه الكثير بحكم سنها (والعلم في الصغر كالنقش على الحجر ) وعاشت بعده 42 سنة تنشر العلم، والحديث في علم السيدة عائشة يطول حيث أنها كانت أعلم الناس بالفرائض والنوافل، وإجمالي عدد الأحاديث المروية عن زوجات الرسول - عليه الصلاة والسلام - 3000 حديث، أما شبهة زواج السيدة عائشة وهي صغيرة فقد كانت طبيعة البيئة الصحراوية أن الفتاة تبلغ بسرعة وكان متعارف على تزويج الصغيرات ليس عند العرب فحسب بل عن الروم والفرس.
ثانيا : تأصيل العلاقة بين الصحابة وتشبيكها مما يؤدي إلى تماسك الأمة
فها هو عليه السلام يتزوج بابنة أبي بكر وبنت عمر بن الخطاب ويزوج ابنتيه لسيدنا عثمان والبنت الثالثة لسيدنا علي رضي الله عنهم جميعا وأرضاهم .
ثالثا : الرحمة بالأرامل حيث تزوج الرسول - صل الله عليه وسلم - من الأرامل (السيدة سودة وأم سلمة وأم حبيبة )
رابعا: استكمال تشريع الإسلام حيث يقوم الرسول بالفعل بنفسه ليكون قدوة واسوة للمسلمين من بعده سواء كان بتكريم الأرامل أو الرحمة بمن اسلم من غير المسلمين كزواجه بصفية بعدما مات أبوها ورفعة لشأنها عند حاسديها من اليهود.
خامسا : محبة الرسول - صل الله عليه وسلم - لعقد الصلة والرابطة بين أقطار الأرض كلها حيث أراد بزواجه من السيدة ماريا المصرية أن يؤلف بلدا بأكمله والرسول عليه الصلاة والسلام تزوج السيدة جويرية حتى يسلم بنو المصطلق حيث كانوا أسرى بيد المسلمين بعد غزوة بني المصطلق والقصة معروفة.
بعد هذا العرض نأتي للخاتمة
مشروعية التعدد بهذا العدد (فوق أربع زوجات )
كانت خصوصية من خصوصيات الرسول - صل الله عليه وسلم - كخاصية وصال الصيام والقيام ونأتي لهذه الخاصية ونطبقها ...؟
وإن أحب أحد أن يعدد ويقتدي بالنبي - صلوات الله وسلامه عليه - فليكمل الإقتداء ولتكن دواعي زواجه كدواعي زواج الرسول ليكتمل الأجر وينتفي الإثم الذي حذر منه الله عزوجل ( وَلَن تَسْتَطِيعُوا أَن تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ ۖ فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ ۚ وَإِن تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا ) (129)
إرسال تعليق